[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أخطأ آدم عليه السلام حينما أكل من الشجرة المحرمة وأخطأ إبليس - لعنه الله - عندما رفض السجود لآدم.. لكن الملاحظ ان الله عز وجل غفر لآدم عليه السلام ولم يغفر لإبليس.. مع أن كلا منهما أخطأ؟!
غفر الله عز وجل لآدم عليه السلام لأنه اخطأ دون قصد. غفر الله لآدم لأنه تاب إلي الله وندم علي ما فعل غفر الله لآدم لأنه اعترف بخطئه حيث يقول الله عز وجل علي لسان آدم عليه السلام:
ربنا ظلمنا أنفسنا. وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
غفر الله عز وجل لآدم لأنه أقر بذنبه وندم عليه. ولام نفسه وبادر إلي التوبة ولم يقنط من رحمة الله عز وجل.
أما مشكلة إبليس فليست فقط في ارتكاب الخطيئة ولكنها كانت في رده أمر الله عز وجل ورفضه السجود لآدم عليه السلام وقوله :
"أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين".
ولذلك يقول الصالحون ان ابليس عليه لعنةالله شقي بخمس خصال:
أولها أنه لم يقر بذنبه. وثانيها أنه لم يندم علي الذنب. وثالثها انه لم يلم نفسه. ورابعها أنه لم يبادر إلي التوبة. وخامسها أنه قنط من رحمة الله رب العالمين.
يقول العلماء: إياك وثلاث كلمات أنا. وعندي. ولي.
أنا قالها إبليس حينما اغتر وتكبر ورفض طاعة الله وقال "أنا خير منه" وكانت النتيجة انه طرد من رحمة الله. ان أول ذنب عصي به الله عز وجل في السماء كان بسبب حسد إبليس لآدم فرفض الانصياع لأمر الله حيث يقول الله عز وجل :
"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه افتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا".
أما كلمة "عندي" فقد قالها قارون عندما لم ينسب الفضل إلي الله وقال عن المال الذي يملكه :
"إنما أوتيته علي علم عندي" انه نسي ان الله واهب النعم. وأن كل الخيرات من الله رب العالمين. لكن قارون كان مغرورا.. فماذا كانت النتيجة يقول الله عز وجل:
"فخسفنا به وبداره الأرض"
ولو شكر قارون ربه لزاده الله من فضله كما وعد "لئن شكرتم لأزيدنكم" لكنه نسي نعمة الشكر فكانت هذه النتيجة "الخسف الشديد".
وأما كلمة : "لي" فقد قالها "فرعون" هذا الحاكم الظالم الذي استخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين.. وذلك عندما قال:
"أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"
فكانت النتيجة أن أماته الله غرقا.
يقول العلماء: إن أول ذنب عصي به الله عز وجل ثلاثة: الحرص والكبر والحسد. فالحرص من آدم عليه السلام. والكبر من إبليس لعنه الله والحسد من قابيل.
ان المسلم إذا ارتكب الخطأ فواجبه ان يبادر إلي التوبة وان يعلم ان رحمة الله عز وجل قد وسعت كل شيء وصدق الحبيب صلي الله عليه وسلم حينما قال: كل بني آدم خطاء. وخير الخطائين التوابون والمهم أيضا ان تكون التوبة نصوحاً والتوبة النصوح لها شروط هي الاقلاع عن الذنب. وعدم العودة إليه. والندم علي ما فات. ورد المظالم لأصحابها.
نسأل الله عز وجل ان يعلمنا. وان ينفعنا بما يعلمنا وان يهدينا إلي طريق الخير إنه نعم المولي ونعم النصير.