بسم الله الرحمن الريم
******************
أفاق المعرفه
********
** على الأنسان المعرفه وأن يجد من يهب له تلك المعرفه الى درجه تلازمه طوال حياته وتقيه من شر ما يصادفه من السآمه والأكتئاب فى مستقبل أيامه ** وشر الأنشغال العقيم بالتخوف من أشياء ليست على أى جانب من الحقيقه **
** واذا كان مقدرا للطفل أن يحتفظ بما ولد معه من الشعور بحب المعرفه كان من الضرورى أن تتاح له صحبة شخص رشيد ** يشاركه الشعور نفسه ويعاود معه الكشف عما فى الوجود الذى نعيش فيه من ألوان المتعه ** والأنفعالات والأسرار **
** على الأباء والأمهات كثيرا ما يستشعرون قلة الحيله حينما تتعين عليهم مواجهة عقلية الطفل بما فيها من التلهف والحساسيه **
** وكثيرا ما يتساءلون فيما بينهم وبين أنفسهم كيف يمكننى أن أعلم طفلى هذا شيئا عن الطبيعه * اننى انا نفسى لا أستطيع التمييز بين نوع من الطير ونوع أخر ** ؟
** ولكننى وطيدة الثقه بأنه * بالنسبه الى الطفل نفسه والى الوالد الذى يحاول توجيه خطر تفكيره على حد سواء ينصب معظم الأهميه على الشعور وليس على المعرفه **
** فعندما تنتهى المشاعر * ويستيقظ الأحساس بالجمال * ويثأر الأنفعال بالمجهول * ويعرف الميل ** أو الأعجاب طريقه الى النفس ** تبدأ الرغبه فى المعرفه **
** وحيثما توجهت * وكيفما كانت الأمكانيات * تستطيع دائما أن ترفع عينيك الى السماء * فى جمال الفجر أو سحر الأصيل * وبما فيها من السحاب العبر * ونجوم الليل *
** وتستطيع أن تنصت الى الرياح * سيان هى عصفت بصوت يتردد فى نبراته الجلال * عبر الأشجار ** وان هى صدحت بالحانها المتعانقه من حول دارك **
** وتستطيع أن تشعر بقطرات المطر على وجهك * وتفكر فى الرحله الطويله التى قطعتها قبل أن تصل اليك * وفى مراحل التغير التى مرت بها * من البحر * الى الجو * ثم الى الأرض **
** وحتى اذا كنت من سكان المدن * فانك تستطيع أن تجد بعض المتنزهات * حيث تتأمل أسرار هجرة أنواع الطير على أختلافها * وأختلاف فصول السنه * كما تستطيع أن تتأممل سر النماء * فى بذور غرست فى آنيه من الفخار * زينت بها نافذه فى بيت *
** ان الأشتراك مع طفلك فى الكشف عن ( أسرار الطبيعه ) هو الى حد بعيد تمهيد الى بلوغك مرحله التجاوب مع ما يحيط بك **
** فاذا توجهت الى ربوه منبسطه تحيط بها مياه الخليج من كل جانب فى ليله من ليالى الصيف ** وكان الصمت يخيم على حلكة الليل *
** ولكن النسيم الصافى سوف يحمل الى سمعك بين الفين والفينه * صدى كلمة عابره من الشاطىء السحيق ** فى حين تتراقص فى عينيك أضواء قليله منبعثه من بعض الأكواخ * وسوف تجد سمارى النجوم * ( ونهر المجره ) يشق بأنواره أسراره عنان السماء **
** ان هذا المنظر يتيح للناظرين منظر بديع * ومثل هذا الأستمتاع بمفاتن الطبيعه * يمكن أن تشرك فيه طفلك * حتى اذا لم تكن تعرف أسم نجم واحد من نجوم السماء *
** انك تستطيع أن تتشوق الى معرفة المعنى الكامن وراء ما تراه **
** وبعد كل شىء * وقبله فان هنالك دنيا الأشياء الصغيره التى قلما تراها العيون **
** وان لمن أروع ما صاغته الطبيعه ما آثرت أن تصنعه فى أضأل صوره **
** فاذا أنت نظرت من خلال عدسه مكبره الى مجموعه متناثره من الرمال * فانها قد تبدوا لعينيك وكأنها جواهر براقه فى لون الورد أو البلور * أو كأنها حبات من اللؤلؤ المنثور * أو كأنها خليط من الصخور البيضاء اللامعه *
** وفضلا عن كل هذا * تكشف لنا العدسات المكبره عن وجود أحياء لا حصر لها * لا تراها العين المجرده * فيها جمال غير منظور * وفيها عجائب شديدة التعقيد *
** وهنالك حواس أخرى * غير حاسة البصر * تستطيع أن تتيح لنا ألوانا من الأرتياح والأستكشاف * *
**
** واذا ذهبنا الى الشاطىء وأستنشقنا عبير البحر * ذلك العبير المختلط الذى يجتمع فيه كثير من أنواع الشذى العاطر * وتمتذج رائحة الأعشاب برائحة الأسماك * وعبق جذر البحر الهابط بعبق مده الصاعد * ونفح منبسطاط الرمل **
** وانى لأرجو أن تسعد بتلك المره التى تحملها أولى أنسام ذلك العطر * عندما يعود المرء الى البحر بعد طول غياب **
** وأدراك متعة السماع يحتاج الى مزيد من المحاولة والجهد *
** فلا تتعجل بل أستمتع * وتحدث الى أصوات الأرض * وعما تعنيه تلك الأصوات * صوت الرعد فى جلاله * وقصف الريح * وهدير الموج * وخرير الغدران *
** أبحث لنفسك عن مكان بعيد عن ضجة الطريق * فى ليله هادئه من ليالى الخريف * ثم أنصت * أنك لن تلبث أن تلتقط أذناك همسات خافته من الصوت * وصرخات حاده وثأثأت غامضه * وهتافات تناديك * انها أدعيه الأطيار المهاجره من أوطانها * وهى تناجى بنات أوطانها عبر السماء
** وأنا لا أكاد أسمع هذه الأدعيه * حتى يعاودنى الشعور بالوحده القصيه * وبوجود أرواح صغيره تسيطر على توجيهها قوى **تفوق كل أراده * وكل أنكار ** وهو شعور من الرغبه فى فهم تلك الغريزه التى توجه المخلوقات وترسم لها الطريق * على نحو لم يدرك كنهة انسان * حتى الأن *
** ما قيمة الأحتفاظ بهذا الشعور بالتطلع * والرغبه فى المعرفه *
** هل الكشف عن طبيعة الكون مجرد وسيله مرضيه لتمضية ساعات الطفوله الذهبيه * أو ان هناك شيئا أعمق من هذا ** ؟
** اننى شديدة الثقه فى أن هنالك شيئا أعمق كثيرا من هذا * شيئا باقيا على الزمن * وملحوظا * فان أولئك الذين يعيشون ومن حولهم مباهج الدنيا وأسرارها لا تدركهم الوحده ولا الملل أبدا ** ومهما تبلغ مضايقات حياتهم الخاصه * فان أفكارهم تستطيع أن تجد سبيلها الى رضى النفس والى أنفعالات مجدده فى الحياه ** وأولئك الذين يتأملن جمال الدنيا يجدون رصيدا من القوه يصمد للحياه حتى نهايتها
** وفى هجرة الأطيار جمال رمزى * فضلا عما فيها من جمال حقيقى * يتوالى على البحر من جذر ومد * وفيها جمال الأكمام المنطويه على نفسها فى أنتظار الربيع كى تتفتح **
** وفى تعاقب مواسم الطبيعه عزاء لا حد له * فالليل الحالك يأتى بعده فجر مضىء * والخريف الذابل يأتى بعده ربيه يانع **
*** ارجو الأستفاده ولا يفوتكم التمتع بالطبيعه **
*** أشكركم للمتابعه وأرجو ألا أكون أثقلت عليكم **
مع
قمر الزمان