ثم توالت الترجمات القرآنية إلى اللغات الأوروبية بعد ذلك في الظهور:
حيث ظهرت أول ترجمة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية سنة 1647م، على يد 'أندري دي ريور' وقد كان لهذه الترجمة صدى كبيرًا لفترة طويلة من الزمن، حيث أعيد طبعها مرات عدة وترجمت إلى مختلف اللغات الأوروبية، يقول J.D Pearson: 'إن الترجمة الفرنسية القديمة جدًا، هي ترجمة 'أندري دي ريور'، طبعت كثيرًا بين الأعوام 1647م،و 1775م، وكانت كلها تحتوي على مختصر لديانة الأتراك وبعض المستندات، وقد نتج من هذا العمل أول ترجمة للقرآن إلى الإنجليزية بوساطة 'ألكسندر روس' وكانت أيضًا للأب Le Pere ترجمات أخرى إلى الهولندية بوساطة 'جلازماخر' وإلى الألمانية بوساطة 'لانج'، وإلى الروسية بوساطة 'بستنكوف' و'فريفكين'.
وفي القرن السابع عشر، عملت ترجمة من العربية مباشرة إلى اللاتينية للإيطالي 'مركي' سنة 1698م، وتعتبر هذه الترجمة عمدة كثير من الترجمات الحالية، في كتاب lslamologie وكانت كما يلي: 'في العام 1698نشر 'لودفيك مركي'. بعد أكثر من أربعين سنة من دراسته للقرآن، ولمختلف المفسرين المسلمين ـ النص العربي للقرآن مصحوبًا بترجمة لاتينية وجيزة جدًا وبنقط وردود، وقد كان هذا المؤلف مصدرًا لكثير من المترجمين الحاليين الذين أخذوا منه أهم المواد'.
واعتبر 'هنري لامنز' هذه الترجمة أكثر الترجمات إنصافًا للقرآن الكريم، ومرجع كثير من المترجمين الأوروبيين، غير أنهم لا يشيرون إليها في معظم الأحيان، والنتيجة كما يقول 'لا مينز': 'إننا لا نملك ترجمة وحيدة للقرآن لا عيب فيها وأكثرها إنصافًا هي الترجمة اللاتينية القديمة لـ'مركي' '1691 ـ1698م' والتي تستند إليها جميع التراجم اللاحقة، من غير اعتراف في أكثر الأحيان'.
وفي القرن الثامن عشر، ظهرت ترجمات أنجزت أيضًا على أصل عربي، حيث نشر الإنجليزي 'جورج سال'، ترجمة مباشرة من العربية إلى الإنجليزية سنة 1734م زعم في مقدمتها أن القرآن إنما هو من اختراع 'محمد' ومن تأليفه وأن ذلك أمر لا يقبل الجدل، ونشر الفرنسي 'سافاري' ترجمة مباشرة إلى الفرنسية سنة 1751م 'حظيت بشرف نشرها في مكة سنة 1165هـ'، وإن كان 'إدوارد مونتيه' E.montet يقول: 'إنه رغم أن ترجمة 'سافاري' طبعت مرات عدة، وأنيقة جدًا، لكن دقتها نسبية'.