[center]
في واقعة تقشعر لها الأبدان تجرد احد الآباء من مشاعر الرحمة والأبوة
وقام بتعذيب ابنه البالغ من العمر 7 سنوات حتى لقي مصرعه وتوفى متأثراً
بجراحه وذلك بحسب صحيفة "عكس السير"
وقعت هذه الجريمة المؤلمة في منطقة "القصير" بمحافظة حمص بداية
الأسبوع الجاري حينما أقدم والد الطفل على ضربه وتعذيبه بأسلوب بشع
أدى إلى وفاته ثم حاول الأب القاتل نقل الضحية إلى المستشفى الوطني
بحمص وأراد التدليس على الأطباء وإقناعهم بأن الضحية تعرض لحادث
أسفر عن وفاته , ولكن الأطباء ساورتهم الشكوك في طبيعة الوفاة بسبب
أثار الضرب والكدمات الواضحة على جسد الطفل فقرروا إحالة الجثة إلى
الطبيب الشرعي لكشف أسباب الوفاة بدقة ..
وبعد إجراء الفحص الظاهري على الجثة بمعرفة الطبيب الشرعي تبين
إصابة الطفل بعدة كدمات رضية بأشكال وأحجام متفاوتة بعضها عميق
والبعض الأخر سطحي وكانت ظاهرة على الوجه وقمة الرأس و العنق
وأعلى الكتف وعلى الصدر وتحت الإبط وأسفل البطن وعلى الفخذين
والساقين وهي بألوان مختلفة كما لوحظ بان الطفل تعرض للتقيد بالمعصمين
واليدين وكان يتعرض للضرب بأدوات مختلفة كالأيدي والعصي ومن خلال
مسح شعاعي كامل لجثة الطفل تبين ان عظام الطفل سليمة ولكن التصوير
الطبقي المحوري اظهر وجود تكدم رئوي خاصة في القسم السفلي الخلفي
وقام الأطباء بتشريح الجثة لإثبات تعرض الضحية للتعذيب حتى الوفاة وجاء
في تقرير الطبيب الشرعي ظهور كدمات رضية حشوية على اللسان وفي
الحنجرة وبالتحديد منطقة الحبال الصوتية كما تبين وجود كدمات رضيه على
الوجه الخلفي للمريء وأيضا في جذور الأمعاء ..
وأثبت الأطباء من خلال التشريح أن غالبية الكدمات الظاهرة على جثة
الطفل عميقة وغائرة وتم التحقق من تعرض الطفل للتعذيب والضرب
بأسلوب متعمد وبوسائل وطرق مختلفة وهو ما يطلق عليه في الطب
الشرعي بمصطلح الطفل المضطهد أو المعذب من قبل المقربين له وخاصة
ولي أمره ..
وأوضح الدكتور بسام المحمد أخصائي الطب الشرعي أن وفاة الطفل ناتجة
عن التعذيب بشدة خاصة الصدمات التي أسفرت عن ظهور كدمات غائرة
وأخرى سطحيه على جسده ساهمت بشكل كبير في وفاته ..
كما أوضح أن تلك الظاهرة منتشرة في كافة المجتمعات الغربية والعربية
وفي مدينة حمص تم إجراء دراسة بهدف معرفة نسبة انتشار ظاهرة الطفل
المضطهد أو المعذب ..!
وتبين أنها تشكل 5,1 % من إجمالي حالات العنف الأسري و 25%
من تلك الحالات راح ضحيتها أطفال , مشيرا بأن أخطر هذه الحالات هي
التي يتم خلالها تعذيب الأطفال حتى الوفاة يطلق عليها
مصطلح "العنف المميت"
وشهدت مدينة حمص عدة حالات منذ عام 2005 وحتى الآن ..
وقال الدكتور " المحمد" عن أهمية الدور الذي يلعبه التشريح في الأوقات
السابقة كان الجاني يحاول التهرب من جريمته وفي بعض الأحيان قد ينال
عقوبة مخففه بسبب تراجع الشهود عن أقوالهم وفي مثل هذه الحالات يظهر
دور التشريح في إثبات الجريمة بما لا يدع مجال للشك عن طريق توثيق
الإصابات واثبات الضرر الواقع على جسد الضحية ولا يمكن قبول هذه
الممارسات العنيفة ضد الأطفال على أنها محاولة للتهذيب ..
ففي هذه الحالة لا يمكن قبول إصابة الطفل بكدمات في الحنجرة والحبال
الصوتية على أنها نشأت بسبب محاولة والده تهذيبه وتقويم سلوكياته لأن
تلك الضربات والكدمات لا يمكن حدوثها إلا من خلال الضغط بشدة على العنق ..
الجدير بالذكر أن والد الطفل على خلاف مستمر مع أقاربه ويتناول العقاقير
المخدرة وقام بضرب زوجته وطردها خارج المنزل ..
* صور توضح مدى الإصابات والكدمات التي تعرض لها الطفل *