يقول الحق جل وعز ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) الزخرف
هل وعينا هذه الآية وتدبرناها حق التدبر ؟؟؟؟؟
تجري أقلام الحياة .. لتكتب على جدران الزمن .. بعض المحطات التي يتألم لها القلب المؤمن الحي .. وتدمع لها عين التقي المرهفة .. ونحن ننظر على حالنا وحال أمتنا وواقعنا الأليم حينما تخلينا عن نشر الشريعة .. وعن صيانة جنابها .. والدعوة إليها .. والحث بالسير على نهجها .. في زمن .. انطلق فيه الأعداء من دعاة الضلالة .. لينشروا دين الفساد .. وإضلال العباد .. ولو كلفهم ذلك الحياة والأموال ... وأخص بذلك النصارى الأنذال.. أهل الدين المحرف .. والعقيدة الفاسدة .. والتجارة التي هي مع الله كاسدة ... بذلوا المليارات .. وجاءوا بأنواع الإغراءات .. للتنصير والتبشير .. بل وأقاموا في ديار لا يقيم فيها إلا المجازف بحياته .. وفي أماكن لا تجد فيها حتى أقل الخدمات .. ويصعب عليك الحصول فيها على أقل الاحتياجات .. وهم أهل ترف غالباً ومن أغنياء العالم .. ولكن .. لأجل الدين تهون عليهم المتاعب .. وتذل لهم المصاعب ..
هنا .. وعند هذه المشاهد المؤلمة قفي قليلا وأقف قليلا وأقول :
!!. أرجوك الآن دعي عنك هموم الدنيا .. وتلبيس إبليس .. وتجردي من كلام أهل الأعذار المفاليس .. واسألي نفسك والله الآن الآن مطلع عليك .. ويعرف نواياك .. ومستقبلياتك .. ومن تفكرين فيه ..
أنا الآن أضعك على كرسي الحقيقة .. وفي غرفة المحاسبة .. وانتبهي فالمراقبة من فاطر السماوات والأرض موجودة ..
إني لأسألك بالله أخيتي وبنيتي الفاضلة العاقلة .. وحين أن عرفت أن أهل الضلالة بذلوا الغالي والنفيس لأجل التنصير وعلى مستوى العالم كله.!! هم قدموا ؟؟ نعم ..
فما قدمنا أنا و أنت لنواجه هذا التيار الشرس من أهل الضلالة ؟؟
سلي نفسك وأسأل نفسي أين هو موقع الدين في قلوبنا ؟؟ أين هموم إنقاذ ذلك الإنسان الذي أعيت قلبه الانتكاسة .. وغلب على تفكيره الإرتكاسة ..
لا تذهبي بعيداً .. أنت أنت هل دعوت نفسك إلى خالقك ومولاك ؟؟ هل هذبتها ؟؟ هل حاسبتها ؟؟ على الإفراط والتفريط ؟؟
يؤسفني أن أنظر إلى أناس من أهل الصحوة والوعي الديني من نساءنا وأخواتنا وبناتنا من هن ليس لهن إلا زينتهن .. وبيتوهن ... وتحفهن ...ولباسهن ... ونزههن .... وووو من لذات الدنيا الفانية
أختي وبنيتي الحبيبة .. لنعد قليلاً إلى الوراء .. بالتحديد إلى عهد خير الأنبياء .. وحبيب رب الأرض والسماء .. ووالله ما أقلت الغبراء .. ولا أظلت الخضراء .. أكرم خلقاً .. ولا أزكى نفساً .. ولا أحرص على هداية الناس من محمد صلى الله عليه وسلم
نعم ..
كان حريصاً على هداية الناس .. مسلمهم وكافرهم .. حرهم وعبدهم .. كبيرهم وصغيرهم ..
بذل نفسه وروحه ووقته .. حتى قال له ربه : { فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } ..
لقد دعا إلى الله في كل مكان .. وحال وزمان ..
في المسجد .. والسوق .. وفي الطريق .. بل وحتى على شفير القبر .. كان يستغل جميع المواقف ليعظ الناس ويذكرهم بربهم ..
لا يرى عاصياً إلا نصحه .. ولا مقصراً إلا وجّهه ..
ولم تكن نظرته في هداية الناس قاصرة .. بل كان عالي الهمة في ذلك .. يفكر في هداية الناس وهم في أصلاب آبائهم ..
في الصحيحين ..
أن عائشة رضي الله عنها تأملت يوماً .. في مصاب النبي عليه السلام يوم أحد .. يوم قتل بين يديه أصحابه .. وفر خلانه وأحبابه ..
وتمكن الكفار من الأبرار .. وارتفعت راية الفجار .. وعظم المصاب .. واشتد الكرب .. وأصيب النبي عليه السلام ..
قالت عائشة : يا رسول الله .. هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟
فقال صلى الله عليه وسلم وهو يستعيد ذكريات بلائه .. : لقد لقيت من قومك ما لقيت .. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة .. إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل .. فلم يجبني إلى ما أردت ..
فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ( وهو ميقات أهل نجد قرب الطائف ) ..
فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني .. فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني .. فقال :
إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .. فناداني ملك الجبال فسلم علي .. ثم قال :
يا محمد فقال : ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين .. وهما جبلان عظيمان حول مكة ..
فقلت : لا .. بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ..
.. هو الداعية الناجح .. و معلم البشرية .. عالم الدنيا بأبي هو وأمي .. حمل هم الإسلام ..
فالمتاعب يتلذذ بها .. والمصاعب يذللها .. والكرب يبددها ..
وهؤلاء خير البشر الأنبياء بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
يستميت أحدهم في سبيل نصح الخلق .. وهدايتهم إلى الحق .. تأملي في أحوال الأنبياء .. وأخبار الأولياء ..
انظري إلى إبراهيم وهود .. وسليمان وداود .. وتأملي في حال شعيب وموسى .. وأيوب وعيسى ..
كيف كانوا يخدمون الدين .. ويحققون اليقين ..
واستمع إلى نوح عليه السلام .. يشكو حاله فيقول :
( رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا * فلم يزدهم دعائي إلا فرارا * وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) ..
فهل استسلم لما أعرضوا ؟ كلا :
( ثم إني دعوتهم جهارا * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * ما لكم لا ترجون لله وقارا ) ..
ماذا بقي من حياة نبي الله نوح؟
الليل والنهار .. العلن والإسرار ..
كل ذلك سخر للدعوة إلى الله ..
وقضى في ذلك ألف سنة إلا خمسين عاماً .. تموت أجيال وتحيا أجيال .. وهو ثابت ثبات الجبال ..
إن الدعوة إلى الله وحمل هم الإسلام .. هي السعادة .. وهي من أرقى درجات العبادة .. بل هي ألذ من السيادة .. والتمتع بمقاليد القيادة .. ألم يقـــل الله المستحق للعبادة ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله )) الآية ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم حاثاً على التبليغ : (( بلغوا عني ولو آية )) .
إن الكلمة الطبية دعوة .. والابتسامة دعوة .. وحب الخير للغير دعوة .. المساعدة .. توزيع الكتب والأشرطة .. المواعظ .. الرسائل الدعوية .. وبالإنترنت ..
فماذا قدمت أنا ؟؟؟؟؟؟ وماذا قدمتِ أنت ؟؟؟؟؟؟
أخواتي بنياتي الحبيبات أدعوكن للمشاركة في هذا الموضوع الهام الذي هو بمثابة الروح من الجسد
فدينك هو حياتك ...
دعوة للمصارحة
ودعوة لطرح الأفكار
ودعوة لنبذ الكسل والخمول
دعوة لنشر شرع الله ودينه القويم
بما يصلح لحالك وحالي كنساء يطمعن ويرغبن في خدمة دينهن والسمو باهتمامهن وأفكارهن كل منا على حسب مايناسب قراتها وبيئتها ومجتمعها ومن يعيش حولها
فلا تبخلن علينا بطرح الأفكار وشحذ الهمم
فلنبادر جميعا من قبل أن ينزل العذاب وتحل علينا كلمته ويدركنا سخطه
ونسأل الله أن يستعملنا ولايستبدلنا
شعارنا في هذا الموضوع
( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون )
سنسأل عن كتاب ربنا وشرعه علما وعملا به وتبليغا له
فنلعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا
منقول ..